مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري

هي مؤسسة تقدم خدمات الإستشارة النفسية والسيكولوجية للأسرة في اليمن كأفراد وكمجموعة معا. تتميز المؤسسة بوجود فريق متكامل من المتخصصين المهنيين في الجانب الطبي النفسي، الجانب السيكولوجي.

ليست هناك أي مشاركات.

الصفحة الرئيسية

الاشتراك في: التعليقات (Atom)

من نحن

مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري: صنعاء, Yemen; أول مؤسسة من نوعهافي اليمن تهتم بالرعاية الأسرية من الناحية النفسية والسيكولوجية بطريقة متكاملة.

عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

أعضاء الفريق

الصفحة الرئيسية
اعضاء الفريق - د. عبد الكريم إسماعيل محمد زبيبة

المتابعون

قصص من الواقع

صحة العائلة تكمن في صحة اعضاءها كأفراد وصحة العلاقات بينهم كمجموعة.
مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري توفر الإرشاد النفسي والسيكولوجي للأسر والأفراد على حد سواء.

قصة1: ضحية أهلها

قام أحد الأطباء النفسيون بمركز الارشاد النفسي والتربوي بتحويل فتاة تبلغ من العمر 30 سنة إلى المؤسسة لتستلم حالتها الدكتورة بلقيس جباري.

ووصفت الفتاة بأنها غير متعاونة برغم أنها جاءت تطلب الاستشارة بنفسها.

كانت علامات الذعر واضحة على الأنسة (س) وكلما تردده هو "انني أريد الهرب من المنزل ولم أعد أستطيع تحمل معاملة أهلي لي".

تقول الدكتورة بلقيس عن الحالة:

"الفتاة كانت بالفعل غير متعاونة، تجيب على الأسئلة بأقتضاب شديد دون حتى أن تنظر في وجهي.

لاشفاقي الشديد على الأنسة (س) فقد آليت على نفسي أن أعالجها مهما كلفني ذلك من الجهد والوقت، وقد كان طريق شاق لعدة أسباب: الفتاة تنعدم لديها الثقة بالنفس، وتفقد الأحساس بالأمان لم تواصل تعليمها الجامعي بسبب ظروفها مع أسرتها، لايوجد ليها أصدقاء، لاتتقن أي مهاره سوى الطبخ وتنظيف المنزل.

مهملة داخل أسرتها وتعامل أقل من خادمة في المنزله. كان المطلوب منها أن تستجيب لجميع طلبات أفراد الأسرة دون أن تشتكي أو تطلب أي شيء.

وكانت (س) منسحبة ومنكفئة على نفسها داخل منزلها لدرجة أنها لا تقضي أي وقت مع أفراد أسرتها وأنما تظل حبيسة غرفتها معظم الوقت، حتى التلفزيون لاتشاهده ألا إذا كانوا خارج البيت.

كانت (س) أيضاً تعاني من مشكلة التبول اللاأرادي والذي لازمها منذ طفولتها وحتي اليوم الذي جاءتني فيه. كما أن لديها حالة وسواس قهري حيث تقوم كل ليلة قبل النوم بقص شعر رأسها بالمقص خصلة بعد خصلة وهي بحسب وصفها " تشعر وكأنها تقص أفراد أسرتها واحد بعد الآخر".

تم خطبتها قبل خمس سنوات إلا أنها فسخت خطوبتها بسبب خوفها من مشكلة التبول اللاأرادي التي لم تجد لها حلاً. ووجاء على لسانها "لو كنت وجدتك من خمس سنوات كان زواجي تم وانتهت معاناتي مع أسرتي".

كانت رحلة علاجية طويل مع الأنسة (س) أستمرت لستة أشهر، حيث ساعدتها على تنفيس مشكلاتها في الطفولة.

ثم قمت بتدريبها أولاً على كيف تكون واثقة من نفسها وان تدافع عن نفسها وكيف تقول (لا). علمتها كيف تعبر عن مشاعرها وآلامها لوالدتها، وكيف تتوقف عن الاستجابة لجميع متطلبات أفراد لأسرة وتعمل كل شغل المنزل.

دربتها كيف لاتسمح لأخيها الأصغر بضربها وأن ترد عليه بالضرب إن لزم الأمر وكانت (س) تحاول جاهدة العمل بإرشاداتي وجميع أفراد أسرتها يستغربون للتغيرات التي طرأت على شخصيتها فهم لا يعلمون إنها تأتي إلى.

ألحقتها بأحد مجموعات العلاج الجماعي التي كنت أديرها بالمركز. وبدأت (ٍس) بعد عدد من الجلسات صارت تتكلم وتعبر عن نفسها بطلاقه عجيبة، وتنظر في وجهي وهي تحدثني، لم تعد تخاف أن تتحدث إلى الآخرين.

كذلك توقف لتبول اللآرادي لديها كتحصيل حاصل وشعرت أكثر بالثقة بالنفس. لم أستطيع أن أجعلها تنشغل وتعود للدراسة أو تلتحق بمعهد لعدم تعاون أهلها في المصاريف ولم تستطيع الحصول على عمل ولو بأجر زهيد، ولم يكن لدي إلا ان أدفعها لشغل الكروشية الذي كانت تعرف الشيء البسيط فيه وكانت الوسيلة التي جعلتها تعمل تحويل للوسواس القهري بها فكلما تشعر برغبة ملحة في قص شعر رأسها تشتغل كروشيه وبالتالي تحسن هذا الجانب.

ولأن أسرتها ليست عنصر إيجابي ولم تدخل في الجانب العلاج ومازالت تمثل عامل ضغط على الفتاه فمازالت أخاف من الانتكاسة فما زالت تراجعني مابين وقت وآخر للاستشارة كلما دعت الحاجة.

قصة 2: العنف منزلي

جاءت إلي في عيادة مركز الارشاد التربوي والنفسي سيده متزوجة تبلغ من العمر 29 سنة وتطلب المساعدة ببعض العقاقير التي قد تساعدها على النوم. وبعد الخوض في مشكلة هذه الفتاة وجدت بأن السيده (م) هاربة من زوجها إلى بيت أهلها ومخلفة ورائها طفلين أرقها شوقها إليهم ولم تعد تحتمل فراقهم. تحكي (م) بأن زوجها أمام وخطيب جامع كما أنه مفتي إسلامي وبرغم تدينه الشديد إلا أنه يمارس ضدها أقسى أنواع العنف الأسري.

حيث يقوم بضربها وسبها وشتمها على أشياء بسيطة جداً كأن يجد ورقة مرمية في الأرض فهو يعاني من وسواس النظافة. يجعلها تغسل الملابس التي خلعها على الفور مباشرة حتى لو كان ذلك بعد منتصف الليل. مشاهدة برامج التلفزيون عدا البرامج الدينية محرمة على السيده (م) وتذكر أنه عاد يوماً وقد نعست أمام التلفزيون على قناة الجزيرة فضربها ضرب مبرح وخبط رأسها في الجدار لعدة مرات.

وفي يوم ضربها بعصاء حديد في أنفها حتى سالت دمائها، ويوم آخر ربطها في الكرسي وضربها بمعلق حديد. كل ذلك يحدث بسبب أشياء تافهه لاتذكر. وبعد أن يضربها في كل مره يقول لها بأنه يحبها ويعتذر لها بشدة ويشتري لها شيء يسليها به وهي تتحمل وتتحمل إلى أن طفح بها الكيل فطلبت منه أن تزور أهلها في مدينة صنعاء حيث وهما كانا يعيشا في مدينة أخرى وبعد أن وصلت إلى بيت أهلها رفضت أن تعود إليه وطلبت الطلاق.

وترتب على قرارها ذلك حرمانها من رؤية ولديها اللذان يبلغان من العمر 10، 12 سنه حيث سفرهما والدهما خارج اليمن. ومن حسن طالعها أن والدها ميسور الحال ومحب ومتفهم لها وقد مثل ذلك دعماً كبيراً لها. إلا أنها لم تقدر على فراق ولديها لدرجة أنها بدأت تفكر في العودة لزوجها الذي مازال يراجع فيها.

(وتريد مني المشورة هل ترجع لزوجها؟ وهي تعتقد بأنه لابد قد تلقن درس وتغير). بدوري ساعدتها في وضع قائمة بمميزات وعيوب عودتها إليه؟ أكدت لها بأنه لن يتعلم أو يتغير مالم يتعرض للعلاج النفسي أولاً: لعلاج الوسواس القهري المتعلق بالنظافة. وثانيا: إدارة الغضب anger management وبدون هذا فحلقة العنف لن تنتهي. أحلتها إلى الطبيب النفسي الذي بدوره وصف لها المهدي الذي يعينها على النوم لحين التكيف والتغلب على الأزمة.

ساعدتها على التنفيس عن مشكلاتها مع الزوج. وجعلتها تكتب له كل ما تريد قوله في رسائل إلا أنها لاترسلها له بالفعل وأنما نقرأها سوياً في الجلسة العلاجية ونناقشها كوسيلة من وسائل التنفيس وإيضاح الأمور المبهمة ثم تقوم بتقطيعها في نهاية الجلسة. بعد ذلك ثم سحب الطبيب النفسي المهدئ واستبدلته السيده (م) بالرياضة والمشي اليومي.

أرشدتها إلى ضرورة إن تشغل وقتها. فالتحقت السيدة (م) بالجامعة لدراسة البكالوريوس صباحاً ومعهد للغة الأنجليزية مساءاً وكانت مثال للتصميم والإرادة. حثيتها على تكوين صداقات ونجحت في ذلك مما مثل لها متنفس. بعدها قررت عدم العودة لطليقها. إلا أنها لم ترى أولادها حتى اليوم.

ولم يستطيع والدها على إجبار طليقها على فعل ذلك خاصة وهو خارج البلد. بعون الله وبتصميمها وشيء من مساعدتي تخطت (م) مشكلاتها وطببت جروحها وأحتسبت الله في فراق أولادها إلا أنني لايمكن أن أغفل هنا دور أسرتها الداعم فلولا موقف أحتضان أسرتها لها وموقفهم الدعم لما تخطت (م) مشكلتها ويمكن أنها لن تفكر حتى في الفرار من زوجها وكانت ستظل كمثيلاتها تصبر حتى الموت.

المظهر: بسيط. يتم التشغيل بواسطة Blogger.